حيِّ الحريقَ
حيِّ الحريقَ
هذه القصيدة كتبها الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن محمد القعود ( راعي مزرعة الركية بالحريق) يرحمه الله واسكنه فسيح جناته وكتبها قبل ايام قليلة وقبيل انطلاق مهرجان الحمضيات الثاني بمحافظة الحريق وهي قصيدة تحيةً لأهل الحريق ومشاركةً منه في المهرجان الثاني للحمضيات لعام ١٤٣٩ هـ ، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته..
حَيِّ الحريقَ
حَيِّ الحريقَ وَأهلَهُ وَضُيُوفَهُ *** وَاغمُرهُ مِن بَعدِ الوَفَاءِ ، وَفَاءَا
وارْفَعْ لَهُ عَلَماً بِكُلِّ عَلِيَّةٍ *** وارْسُم عَليْهِ مَودَّةً وَ إخَاءَا
وَاحْفَظْ لَهُ ذِكْراً بِطَعْمِ تُمُورِهِ *** تَعْذُبْ حَيَاتُكَ تَسْتَطِبْ أجْواءَا
وَامْنَحْهُ مِنْ أقْصَى الفُؤَادِ مَحبَّةً *** وَانْثُرْ عَليْهِ مَهَابَةً وَبَهاءَا
فَهُوَ الحَريقُ أقَلَّنا وأظَلَّنَا *** أنْعِمْ بِهِ أرْضاً زكَتْ وَسمَاءَا
وَهُوَ الحَرِيقُ عَلى ثَراهُ خَطَتْ طُفُو *** لَتُنَا وَأرْضَعَهَا رِضَىً وهَنَاءَا
بِالذِّكرياتِ مُعَطَّرٌ بَلَدِي الحَريْــ *** ــقُ وَبِالمكَارِمِ مُكْتَسٍ أضْوَاءَا
تَارِيخُهُ عَبِقٌ بِكُلِّ كَريمَةٍ *** مَا أكْرَمَ الأَجْدادَ والآبَاءَا
وَيَزِيْنُ حَاضِرَهُ خَلائِقُ أهْلِهِ *** شِيَمٌ ، وعُرفٌ يَسْتَحِقُّ ثَنَاءَا
أهْلَ الحَريْقِ ، وَليْسَ بِدْعاً مَدْحُكُمْ *** أَفْعَالُكُمْ جَعَلتْكُمُ كُرمَاءَا
أعْلَيْتُمُوا وجُدُودُكُمْ شَأْنَ الحَرِيْــ *** ــقِ ، وفي الحَريْقِ نَشَأْتُمُ فُضَلاءَا
يا ابنَ الحَريقِ وَبِنْتَهُ مَرْحى بِكُمْ *** إِنَّ الحَريقَ بِكُمْ يَشُعُّ ضِيَاءَا
أَنْتُمْ لَهُ أَملٌ وَجِيْلٌ وَاعِدٌ *** فَاسْنُوا فَضَاهُ عَزِيْمةً وَمِضَاءَا
وَكَمَا ارتفاعِ جِبَالِهِ وَرُسُوِّهَا *** أَبْدُوا الطُّمُوحَ العَاليَ المِعْطَاءَا
أَهْلَ الحَرِيْقِ رَوَا الرَّحِيْقُ نَخِيلَكُمْ *** فَترَاقَصَتْ أَشْجَارُهَا أَفْنَانَا
وَالبُرتُقالُ تَفَتَّحتْ أزْهَارُهُ *** وَالطَّيرُ غَرَّدَ فَوقَهُ نَشْوَانَا
فَرِحاً بِغَلَّةِ زَارعٍ في حَقْلِهِ *** وَمُبَشِّراً بِغَدٍ يَفِيضُ أَمَانَا
يَا ربِّ بَارِكْ في الحُقُولِ وَنَبْتِهَا *** وَابْعَثْ إِليْهَا صَيِّباً هَتَّانَا
أَهْلَ الحَريقِ ، اسْتَبْشرُوا خيراً بِهــ *** ــذَا المَهْرجَانِ وَمَنْ سَعَى وأعَانَا
المهرجَانُ تُدُوِّلَتْ أخْبَارُهُ *** فَتَفَاءَلوا بِقُدُومِهِ مَيْمُونَا
أَفْراحُهُ عَمَّتْ وذَاعَ أَرِيْجُهَا *** وَضُيُوفُهُ ابْتَهجُوا بِمَا قد كَانَا
المَهرَجانُ تواصُلٌ وتَعارُفٌ *** وَتآلفٌ فَتَواصَلوا إِخْوانَا
في ظِلِّ مَملكَةٍ نَعِزُّ بِعِزِّهَا *** وَبِظِّلِّ شَعْبٍ انْتَقَى سَلْمانَا